کد مطلب:335842 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:154

مرجحات فی بیان الفرقة الناجیة
1 - من المرجح للقارئ العزیز أن یتأمل فی هذه المسألة والظاهرة المهمة جدا

وهی: ظاهرة تشیع علماء السنة ومثقفیهم فی هذا العصر بالذات.. لماذا..؟ ولم أجد العكس. آلاف مؤلفة من الشباب والعلماء والمثقفین والمفكرین.. یتجهون بهذا الاتجاه.. ولم أجد العكس.. أن عالما شیعیا أو مفكرا أو مثقفا قد انتقل من التشیع إلی التسنن. فكتبت فی داخل الكتاب استوقفتنی ظاهرة تشیع علماء السنة ومثقفیهم. راجع إن شئت (للاطلاع). 2 - لا تزال من أمتی طائفة ظاهرة علی الحق (كما رواه البخاری). فلنطرح هذا السؤال فی العصر الحاضر (من هی الطائفة التی تقارع الصهیونیة كل یوم من هی الطائفة التی رفعت رایة الإسلام خفاقا فی إیران الثورة بقیادة الإمام الخمینی (قدس سره). 3 - علماء الشیعة كانوا وما یزالون یدعون أرباب المذاهب للمناظرة والحوار المفتوح والجدل القائم والمتركز علی الحجة والدلیل والبرهان، فكانت



[ صفحه 333]



الحجة معهم والغایة لهم علی غیرهم فألفوا فی ذلك المصنفات الكثیرة المشتملة علی أمثال هذه المناظرات راجع إن شئت: 1 - كتاب (الإحتجاج) للشیخ الطبرسی. 2 - كتاب (الغدیر) للشیخ الأمینی. 3 - (دلائل الصدق) للشیخ المظفر. 4 - (المراجعات) للسید شرف الدین. 5 - (الفصول المختارة) للسید المرتضی. 6 - (لیالی بیشاور) للإمام الشیرازی. 7 - (مؤتمر علماء بغداد) مقاتل بن عطیة. فعلماء الشیعة إذا لا زالوا مستمرین بدعوة غیرهم للمناظرة فی المذهب ثقة منهم بالأحقیة المرتكزة علی أدلة القرآن والسنة. وإتماما للفائدة أذكر لكم هذه المحاورة الطریفة التی جرت بین السید العلامة الكبیر محسن الأمین فی دمشق، وعالم سنی بدمشق. قال هذا العالم للسید: أنا لو علمت مذهب الإمام جعفر الصادق لما عدوته، ولكن لا سبیل إلی العلم به، لأن الشیعة یكذبون فی نسبة مذهبهم إلیه. قال له السید إن مذهب كل إنسان یعلم من أتباعه. ویؤخذ منهم، فقد علمنا مذهب رسول الله صلی الله علیه وآله من المسلمین، وعلمنا مذهب أبی حنیفة مما نقله عنه أتباعه الأحناف، وكذلك مذهب الشافعی وأحمد ومالك، فیجب أن یكون الأمر كذلك بالنسبة لمذهب الإمام الصادق. فقال العالم السنی: لا بد من حكم خارج عن الفریقین.



[ صفحه 334]



فقال السید: إذن نحكم الیهود والنصاری. قال السنی: كیف تقول هذا؟ قال السید: أنت قلته، لا أنا، فبهت وسكت. ومحاورة أخری تفرض نفسها علی البحث للاستدلال بأن الفرقة الناجیة هم الشیعة الإمامیة المتمثلة بإمام مذهبهم جعفر الصادق علیه السلام. فاسمع ما یحدثنا التاریخ عما جری لأبی حنیفة صاحب المذهب الحنفی مع الإمام جعفر الصادق علیه السلام قال: دخل أبو حنیفة علی الصادق علیه السلام فقال له: یا أبا حنیفة أنت مفتی أهل العراق. قال: نعم. قال: بما تفتیهم. قال: بكتاب الله. قال: أفأنت عالم بكتاب الله عز وجل، ناسخه ومنسوخه، ومحكمه ومتشابهه قال: نعم، قال: فأخبرنی عن قوله تعالی: (وقدرنا فیهم السیر سیروا فیها لیالی وأیاما آمنین). أی موضع هو؟ قال أبو حنیفة هو بین مكة والمدینة، فالتفت الصادق علیه السلام إلی جلسائه فقال: نشدتكم بالله هل تسیرون بین مكة والمدینة ولا تأمنون علی دمائكم من القتل وعلی أموالكم من السرقة: اللهم نعم. قال: ویحك یا أبا حنیفة إن الله لا یقول إلا حقا، ثم قال صلی الله علیه وآله: أخبرنی عن قوله تعالی: (ومن دخله كان آمنا) أی موضع هو؟



[ صفحه 335]



قال: أبو حنیفة: ذلك بیت الله الحرام، فالتفت الصادق علیه السلام إلی جلسائه فقال لهم: نشدتكم بالله هل تعلمون إن عبد الله بن الزبیر وسعید بن جبیر دخلاه فلم یأمنا القتل قالوا: اللهم نعم فقال علیه السلام ویحك یا أبا حنیفة إن الله لا یقول إلا حقا. فقال أبو حنیفة: لیس لی علم بكتاب الله عز وجل، أنا صاحب قیاس قال الصادق علیه السلام: فانظر فی قیاسك إن كنت مقیسا، أیها أعظم عند الله القتل أم الزنی قال: بل القتل. قال الصادق علیه السلام: فكیف رضی الله فی القتل بشاهدین ولم یرض فی الزنا إلا بأربعة ثم قال له علیه السلام الصلاة أفضل أم الصیام قال: الصلاة أفضل. قال علیه السلام: فیجب علی قیاسك علی الحائض قضاء ما فاتها من الصلاة فی حال حیضها دون الصیام، وقد أوجب الله علیها قضاء الصوم دون الصلاة. ثم قال له الإمام الصادق علیه السلام: البول أقذر أم المنی؟ قال: البول أقذر. قال علیه السلام: یجب علی قیاسك أنه یجب الغسل من البول دون المنی وقد أوجب الله الغسل عن المنی دون البول. قال أبو حنیفة: إنما أنا صاحب حدود. فقال علیه السلام: فما تری فی رجل أعمی فقأ عین صحیح وأقطع قطع ید أم رجل كیف یقام علیه الحد. قال أبو حنیفة: أنا صاحب رأی. قال علیه السلام: فما تری فی رجل كان له عبد فتزوج وزوج عبده فی لیلة واحدة



[ صفحه 336]



ثم سافرا وجعلا المرأتین فی بیت واحد فولدتا غلامین فسقط البیت علیهم فقتل المرأتین وبقی الغلامان أیهما فی رأیك المالك وأیهما المملوك وأیهما الوارث وأیها الموروث. قال أبو حنیفة: إنما أنا رجل عالم بمباحث الأنبیاء. قال علیه السلام: فأخبرنی عن قوله تعالی لموسی وهارون حین بعثهما إلی دعوة فرعون: (لعله یتذكر أو یخشی) فلعل منه شك قال: نعم قال علیه السلام ذلك من الله شك إذ قال لعله قال أبو حنیفة: لا أعلم. فقال له الصادق علیه السلام: یا أبا حنیفة لا تقس فإن أول من قاس إبلیس فقال: (خلقتنی من نار وخلقته من طین) فقاس ما بین النار والطین ولو قاس نوریة آدم نبویة ألف نار لعرف فضل ما بین النورین وصفاء أحدهما علی الآخر. یا أبا حنیفة: إنك تفتی بالكتاب ولست ممن ورثه، وتزعم أنك صاحب قیاس وأول من قاس إبلیس، ولم یبن دین الإسلام علی القیاس وتزعم أنك صاحب رأی وكان الرأی من رسول الله صلی الله علیه وآله صوابا ومن دونه خطأ لأن الله تعالی قال: (أن أحكم بینهم بما أراك الله) ولم یقل لغیره وتزعم أنك صاحب حدود ومن أنزلت علیه أولی بعلمها منك. ولولا أن یقال دخل علی ابن رسول الله صلی الله علیه وآله فلم یسأله عن شئ ما سألتك عن شئ فقس إن كنت قیاسا. قال أبو حنیفة: لا تكلمت فی الرأی والقیاس فی دین الله بعد هذا المجلس. فقال له الصادق علیه السلام كلا إن حب الریاسة غیر تاركك كما لم یترك غیرك من كان قبلك. فاعتبروا یا أولی الأبصار! فاعتبروا یا أولی الألباب.



[ صفحه 337]